تراجع الجهاد و بداية حرب الاسترداد
مقدمة: مع تراجع الجهاد بالأندلس
تزايدت حرب الاسترداد الإيبيرية. فما عوامل تفكك الدولة الموحدية؟ وما دور
المرينيين في عمليات الجهاد بالأندلس؟ وما حروب الاسترداد وأطوارها؟
1)تفككت الإمبراطورية الموحدية خلال القرن
13
تدهورت الإمبراطورية الموحدية وانهارت
وحدتها السياسية بانقسام شمال إفريقيا بين المرينيين بالمغرب الأقصى وبني عبد
الواد بالجزائر والحفصيين بتونس، وبتقاسم ملوك الطوائف حكم الأندلس.
ترجع هذه الوضعية التي
آلت إليها الإمبراطورية الموحدية خلال القرن 13 م إلى هزيمتها في معركة العقاب
بالأندلس سنة 1212 م على يد الممالك الإيبيرية المتحالفة (أراغون – قشتالة –
البرتغال) واتساع حروب الاسترداد التي قامت بها هذه الدول.
2)حاول المرينيون إعادة دولة قوية بالغرب
الإسلامي
أسس المرينيون المنحدرون من قبائل
زناتة الأمازيغية بالمغرب الشرقي دولتهم سنة 1269م على يد يعقوب بن عبد الحق الذي
وضع حدا للدولة الموحدية، وقد حاول المرينيون إقامة دولة قوية على غرار الدولة
الموحدية وإعادة توحيد المغرب الإسلامي ومواصلة الجهاد بالأندلس وإحياء
الإمبراطورية الإسلامية الكبرى. لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق طموحاتهم بسبب عدم
كفاية قوتهم العسكرية، وتصاعد حرب الاسترداد؛ فاكتفوا بإقامة دولة موحدة ومستقلة
على أرض المغرب الأقصى.
اهتم بنو مرين بالعمارة والفن والثقافة، وخلفوا تراثا
غنيا، حيث بنوا المدارس واهتموا بالتعليم وشيدوا المستشفيات والجوامع والملاجئ
ولمع في عهدهم علماء كبار من قبيل ابن خلدون والرحالة ابن بطوطة.
3)انتهى الوجود الإسلامي بالأندلس سنة 1492 م
شنت القوى الإيبيرية ما بين القرنين 11
م و 15 م هجومات على القلاع والحصون والمدن الإسلامية بالأندلس بغية القضاء على
الوجود الإسلامي بها وانتزاعها من أيدي المسلمين، وازدادت ضراوة هذه الهجمات مع
اتحاد مملكتي أراكون وقشتالة بعد زواج ملك الأولى فرناندو بإيزابيلا ملكة قشتالة.
صمدت أخر إمارة إسلامية بالأندلس _ غرناطة _ طويلا إلى أن اشتد عليها الخناق بعد لجوء فرناندو إلى الحصار والحرب
الاقتصادية إلى أن سقطت سنة 1492 م لتعلن عن نهاية الوجود الإسلامي بالأندلس.
خلاصة: بعد تمكنهم من القضاء على الوجود
الإسلامي في الأندلس توجهت أنضار الإيبيريين نحو شمال إفريقيا في إطار ما يعرف
بالغزو الإيبيري لشمال إفريقيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق