اليابان
قوة تكنولوجية
مقدمة: تعد اليابان من أقوى الدول الصناعية عالميا خاصة في مجال
التكنولوجيا. فما مظاهر قوتها التكنولوجيا ؟ وما العوامل التي ساهمت في هذه القوة؟
وما هي الشاكل التي تواجه اليابان؟
1) تتعدد مظاهر
القوة التكنولوجية اليابانية
* الصناعة: تتجلى القوة التكنولوجية
اليابانية في المجال الصناعي في: احتلالها لمراتب أولى عالميا في مجموعة من
الصناعات العالية التكنولوجية (الأولى عالميا في إنتاج الالكترونيك، الثالثة
عالميا في الصناعات العالية الدقة)، وتساهم بنسبة مهمة في الانتاج العالمي من
الصناعات العالية التكنولوجية: 46% من الانتاج العالمي للالكترونيك، 8 % في
الصناعات العالية الدقة)، وفي اعتمادها على تقنيات متطورة في الانتاج (الروبوتيك)
وتتميز بصناعة العقول الذكية من الجيل الخامس. كما تحتل مراتب أولى في صناعات أخرى(الدراجات
النارية 1 عالميا) وتحقق إنتاج كبير (الدراجات النارية 2,72 مليون وحدة،
الصلب 109.6 مليون طن...). وتتركز معظم الأنشطة الصناعية في القسم الجنوبي
من البلاد.
*البنية التحتية: توظف اليابان التكنولوجيا في
مجال بينيتها التحتية ببنائها لقناطر مضادة للزلازل وطرق سيارة مزودة بالتكنولوجيا،
كما شيدت مطارات فوق مياه البحر، وتتميز شبكة مواصلاتها بالكثيفة والتنوع، كما
تتوفر على أسرع قطار في العالم(شنكسن).
*التجارة: تساهم اليابان ب
5.41 % من صادرات العالم وتحتل الرتبة 4 عالميا، و 5.92 % من الواردات
وتحتل الرتبة 4 عالميا، نسبة كبيرة من صادرات اليابان من المواد المصنعة المزودة
بتكنولوجيا متطورة، وتصل قيمة صادراتها إلى 799 مليار دولار أما وارداتها فتبلغ
886 مليار دولار، مما يجعل اليابان عجزا في ميزانها التجاري. كما تمتلك
اليابان استثمارات مالية مهمة في مناطق مختلفة من العالم.
* توفير الحاجيات الغذائية: تعتمد اليابان على تقنيات
جد متطورة في الانتاج الزراعي: بإنتاج محاصيل دون تربة (مائية) وفي بيوت معقمة
مزودة بإنارة وأخرى مزودة بتكنولوجيا عالية يتم التحكم بها عن بعد. وتستعمل الآلات
بشكل مكثف (الثانية عالميا من حيث استخدام الجرارات) وتقوم بتكييف ألاتها الفلاحية
لتتلاءم مع صغر المساحة الزراعية. وقد مكنت هذه التقنيات المتطورة اليابان من
تحقيق إنتاج مهم في الشاي 7 عالميا والأرز 9 عالميا وإنتاج الصيد البحري 4 عالميا.
2)
تستفيد اليابان من مهارة عناصرها البشرية
*البشرية: اعتمدت اليابان على عنصرها
البشري في بناء قوتها التكنولوجية فهي تمتلك عدد سكاني مهم يصل إلى حوالي 127
مليون نسمة نسبة مهمة منهم من الفئة النشيطة (68%)، وغالبيتهم متمدرسون (99 %من
السكان) تلقوا تعليما راقيا، ويتميز العنصر البشري الياباني بتأهيله ومهارته وانضباطه
وتفانيه في العمل مع ارتفاع متوسط ساعات عمله السنوية (2000 ساعة)، كما يحظى الانسان
الياباني بدخله الفردي المرتفع الذي يصل إلى 34010 دولار...
*التنظيمية: استفادت اليابان من قدم تجربتها
التنموية التي تعود إلى عصر ميجي (القرن 19)، حيث تدخلت الدولة لدعم المقاولات ومنحتها
امتيازات ضريبة وتوجهها وتساعدها في البحث العلمي كما عملت على حماية سوقها
الوطنية، وتستفيد اليابان من تنظيمها الرأسمالي المحكم القائم على تركز
المقاولات: (الزايباتسو) ومن البحث والتجديد المستمر للتكنولوجيا الذي تساهم
فيه الجامعات والمقاولات والدولة، حيث تم بناء تجمعات تكنولوجية تجمع قطاعات
تقنية دقيقة ترتبط فيما بينها بوسائل المواصلات والاتصال. وتقوم اليابان بتوظيف
التقنيات المتطورة في توليد الطاقة (النووية –الكهرمائية – الحرارية)...
3) تواجه
اليابان معيقات متعددة
*المعيقات
الطبيعية: تمتاز الطبيعة اليابانية بالقساوة
في مهددة بكوارث طبيعية متنوعة كالزلازل، والبراكين، وأمواج التسونامي، والأعاصير...،
وقلة الأراضي الصالحة للزراعة والموارد الطبيعية المعدنية والطاقية (باستثناء
الثروة المائية).
*المعيقات
الاقتصادية: تواجه اليابان منافسة قوية
من طرف القوى الاقتصادية الكبرى خاصة في المجال التكنولوجي، وتعاني كذلك من نقص في
بعض التخصصات المستقبلية خاصة ميادين الاتصال والفضاء وبرامج المعلومات التي
مازالت تسيطر على إنتاجها الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا، كما يواجه ميزانها
التجاري عجزا في السنوات الأخيرة، وتتأثر بالأزمات المالية في البورصات العالمية وبتقلبات
الأسعار...
خلاصة: تعتبر اليابان معجزة اقتصادية فرغم المعيقات التي تعترضها استطاعت أن تصل إلى قوة تكنولوجية
عالمية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق