نشأة الدولة الإسلامية
مقدمة: شكلت الدعوة إلى الإسلام تحولا هاما في تاريخ العرب وحياتهم. فما الموطن
الذي نشأ في الرسول صلى الله عليه وسلم وظهرت فيه دعوته؟ وما أسباب هجرته من مكة
إلى يثرب؟ وما خصائص الدولة التي أسسها الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة؟
1)
ولد الرسول صلى الله عليه وسلم
بمكة سنة 750 م
ولد
الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة أوائل ربيع الاول من عام الفيل الموافق لسنة 570
م، وقد نشأ يتيما، إذ توفي والده عبد الله قبل ولادته بشهرين، ثم فقد أمه آمنة بنت
وهب في السادسة من عمره فكفله جده عبد المطلب، ثم عمه أبوطالب. وتحت كفالة عمه أبي
طالب تربى محمد صلى الله عليه وسلم كما يتربى أي فتى عربي في عصره، فرعى الأغنام
بالبادية في طفولته، واشتغل بالتجارة في شبابه. وقد أظهر نباهة ومقدرة على الأعمال.
وتزوج من السيدة خديجة بنت خويلد التي أنجب منها معظم أبنائه وبناته.
وكان محمد صلى الله عليه وسلم يحظى باحترام وتقدير لدى قريش
منذ حداثته، حيث عرف لديهم بالصدق والأمانة ولذا كان يلقب بالأمين. ويضاف إلى ذلك
مكانة أسرته في قريش. وكان محمد صلى الله عليه وسلم حنيفا لم يعبد الأصنام قط. ولم
يشارك في حياة اللهو، وإنما كان ينزع إلى العزلة والتأمل والتعبد في غار حراء
خصوصا في شهر رمضان.
2) مرت الدعوة الإسلامية بمرحلتين
بدأت
دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام سنة 610 م أي منذ نزول الوحي عليه
عندما بلغ الأربعين من عمره. وقد مرت هذه الدعوة بمرحلتين أساسيتين:
* الدعوة المكية: مرت بدورها بمرحلتين، أولى امتدت من سنة 610 م إلى 613 م وتميزت بالسرية، آمن خلالها مجموعة من
الصحابة مثل: أبي بكر وطلحة والزبير وعثمان وعلي وخديجة. ثم مرحلة ثانية بدأت سنة
613 م وانتهت بهجرة الرسول صلى الله عليه سلم سنة 622 م وعرفت علنية الدعوة. وقد واجهت
هذه الدعوة بمكة معارضة كفار قريش الذين سخروا من المسلمين وعذبوهم وقتلوا بعضهم
قبل أن يهاجروا إلى يثرب، كما أرادوا قتل الرسول صلى الله عليه وسلم لكنهم فشلوا
في ذلك. استغرقت هذه المرحلة 12 سنة.
* الدعوة المدنية: بعد استحالة بقاء المسلمين
بمكة هاجروا إلى يثرب وبعدهم الرسول صلى الله عليه وسلم سنة 622م، بعدما بايعه
الأوس والخزرج على الحماية والنصرة والدفاع عنه وعن الدين الإسلامي بكل ما يملكون
من مال وولد وقوة، وبالمدينة بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم يضع اللبنات الأساسية
للدولة الإسلامية.
3) آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين الأنصار والمهاجرين
بعيد
وصوله إلى المدينة المنورة بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم في تنظيم مجتمع المدينة.
فقام بتوحيد الأوس والخزرج والتأليف بينهم، وآخى بين الأنصار والمهاجرين وجعلهم
أمة واحدة متحدة. كما زرع الرسول بين المسلمين مبدأ التسامح الديني وذلك بعدم اضطهاد
اليهود ومنحهم حرية ممارسة شعائرهم الدينية.
وبعد معارك طويلة ضد المشركين تمكن الرسول صلى
الله عليه وسلم من فتح مكة في السنة الثامنة بعد الهجرة. وفي سنة 631م خاطب النبي
فيما يعرف بخطبة الوداع المسلمين موصيا لهم بالحفاظ على حرمة دمائهم وأموالهم
وأعراضهم ...
وعندما أتم تبليغ رسالته انتقل صلى الله ليه وسلم إلى
جوار خالقه سنة 632م تاركا المسلمين أمام مهمة نشر دعوته وإيصالها للعالم.
خلاصة: بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
ترك المسلمين أمام مهمة حماية هذا الدين وحمله للعالمي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق