الغزو الإيبيري ورد فعل المغاربة
:
معركة وادي المخازن ودلالاتها التاريخية من خلال وثائق ودعامات
مقدمة : واجه المغاربة الغزو الإيبيري للسواحل المغربية خلال
القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين. فما أطوار هذا الغزو؟ وما رد فعل
المغاربة تجاهه؟ وما أسباب معركة وادي المخازن وانعكاساتها داخل المغرب وخارجه؟
1 ) غزت القوى الإيبيرية السواحل المغربية
خلال القرن 15 و 16 م
خلال القرن 15 م انقلبت
موازين القوة الاقتصادية والعسكرية لصالح الإيبيريين، بتوحدهم وتزايد قوتهم، في
مقابل ضعف المرينيين وبعدهم الوطاسيين وانقسام البلاد. فقام البرتغاليون وبعدهم
الإسبان بغزو السواحل المغربية واحتلال العديد من الثغور سواء على الساحل الأطلسي
أو المتوسطي (انظر الخريطة ص: 21) وأسست مراكز تجارية فيها مما أدى إلى تحول
التجارة لصالحهم وتأزم الوضعية الاقتصادية للمرينيين والوطاسيين.
أمام هذا الوضع المزرى اجتمع
المغاربة على السعديين للقيام بتنظيم وقيادة عمليات المقاومة والجهاد لتحرير هذه
الثغور المحتلة، فتمت مبايعة محمد القائم سنة 1511م، واستمرت الدولة السعدية إلى
حدود سنة 1670م.
2) قتل في
معركة وادي المخازن 1578 م ثلاثة ملوك
أدى صراع السعديين حول العرش بعد وفاة
عبد الله الغالب إلى اندلاع مواجهة بين عبد الملك وابن أخيه المتوكل ، وبعد هزيمة
هذا الأخير استنجد بملك البرتغال " دون سيباستيان " مقابل حصول
لدعمه لاسترجاع العرش من عمه مقابل حصول
هذا الأخير على شواطئ المغرب الأطلسية، فجهز جيشا ضخما ضم أكثر من 100 ألف جندي،
توجه به نحو المغرب مما أثار حماس المغاربة فالتفوا حول عبد الملك الذي جهز جيشا
كبيرا فتوجه إلى القصر الكبير ، حيث استدرج البرتغاليين فعبروا وادي المخازن فقام
المغاربة بهدم القنطرة الوحيدة على هذا الوادي، فانحصر البرتغاليون؛ وبعد معركة
حامية الوطيس تمكن المغاربة من دحر الجيش البرتغالي سنة 1578م وقتل ملكهم و كذلك
المتوكل و توفي كذلك عبد الملك ، لذلك سميت بمعركة الملوك الثلاثة .
3) أعادت معركة وادي المخازن هيبة المغاربة
كان لمعركة وادي المخازن وقع كبير سواء داخل
المغرب أو خارجه؛ حيث أعادت للمغرب الهيبة والسمعة الكبيرتين على الصعيد العالمي،
وأصبحت دولة مهابة تسعى كل الدول للتقرب منها. كما أعادت على المستوى المادي
مداخيل كبيرة على الدولة السعدية سواء كغنائم أو أموال كفدية للأسرى، وبرهنت كذلك
على تمسك المغاربة بوطنهم والدفاع عن حوزته.
كما كانت هذه المعركة طامة على
البرتغاليين بموت ملكهم وعدد ضخم من جنودهم، مما أفقدهم مكانتهم واستقلالهم لصالح
إسبانيا التي ضمتها إليها بسبب عدم وجود وريث لملك البرتغال.
خلاصة : عرفت الدولة السعدية أوجها في عهد أحمد
المنصور، لكن بعد وفاته انقسمت الدولة ودخلت في مرحلة الضعف والتدهور. ليقوم بعدهم
العلويون بمحاولة إعادة توحيد البلاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق