الحرب العالمية
الأولى : الأسباب و النتائج
مقدمة: قاد التنافس الإمبريالي العالم إلى مواجهة مسلحة تمثلت في الحرب
العالمية الأولى. فما مراحلها وأسبابها ؟ وما النتائج التي أسفرت عنها؟
1)
مرت الحرب العالمية الأولى بمرحلتين
الحرب
العالمية الأولى أو الحرب العظمى، هي صدام عسكري بين مجموعة من الدول الأوروبية ثم
تحولت إلى صراع دولي بدخول دول أخرى من خارج القارة لميدان المعركة، وبدأت سنة
1914 م بهجوم النمسا على صربيا، ومرت هذه بمرحلتين:
*
مرحلة أولى امتدت من سنة 1914م إلى
غاية سنة 1917 م و سميت بحرب الخنادق وعرفت انتصارات ساحقة للجيش الألماني.
*
مرحلة ثانية امتدت من سنة 1917 م إلى سنة 1918 م انقلبت خلالها موازين القوى لصالح دول
الوفاق بعد دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب إلى جانبه.
وقد
استخدمت خلال هذه المرحلة أسلحة ثقيلة كالدبابات والطائرات والغواصات والغازات
السامة...
2) أدى
مقتل ولي عهد النمسا إلى إشعال الحرب العالمية الأولى
أدت
مجموعة من العوامل إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى:
· الأسباب الغير مباشرة: تجلت في تلك الصراعات التي اندلعت بين
الدول الأوروبية حول امتلاك المستعمرات، وتعارض مصالحها (فرنسا – ألمانيا –
إنجلترا – ألمانيا ...)، فعملت الدول الأوروبية إلى حشد قواتها بتسابقها نحو تطوير
ترسانتها العسكرية والزيادة في تسليحها، كما كونت تحالفات عسكرية في إطار
الدبلوماسية السرية: كالحلف الثلاثي الذي ضم ألمانيا وإيطاليا والنمسا هنغاريا في
مقابل الوفاق الثلاثي الذي تشكل من فرنسا وبريطانيا وروسيا. كما عرفت هذه الفترة اندلاع
مجموعة من الأزمات دولية: كالأزمة المغربية لسنة 1911م وأزمة البلقان ... وبروز
الصراعات القومية: كالصرب والسلاف ...
· السبب المباشر: أدى مقتل ولي عهد النمسا بمدينة
سراييفو عاصمة البوسنة على يد متعصب صربي سنة 1914م إلى اشعال فتيل الحرب العالمية
الأولى.
3) فقدت
أوروبا مكانتها الاقتصادية لصالح و.م.أ واليابان
خلفت الحرب العالمية
الأولى عن نتائج فادحة:
· البشرية: أسفرت
الحرب العالمية الأولى عن عدد كبير من القتلى المدنيين: 8871248 والعسكريين 9720453
وعدد كبير من الجرحى 21228813.
· الاجتماعية: تسببت الحرب في انتشار الفقر والمجاعة
وكثرة الأوبئة،
بالإضافة إلى دخول المرأة بقوة لسوق العمل.
· الاقتصادية: أدت الحرب إلى تدمير المصانع والبنية
التحتية وتخريب المزارع مما نتج عنه تراجع كبير في الانتاجين الفلاحي والصناعي وفقدان
أوروبا لزعامتها الاقتصادية لفائدة الولايات المتحدة الأمريكية واليابان، كما عانت
أوروبا من نقص كبير في اليد العاملة بسبب كثرة القتلى والمعطوبين.
· السياسية: بعد نهاية الحرب سعت
الدول المنتصرة إلى معاقبة الدول المنهزمة ففرضت عليه معاهدات قاسية خاصة ألمانيا
التي فرضت عليها معاهدة فرساي سنة 1919م، كما أسفرت الحرب عن انهيار
مجموعة من الامبراطوريات (الروسية، الألمانية، النمساوية-الهنغارية، العثمانية) وتغيير
الخريطة السياسية لأوروبا باقتطاع أراضي من دول و منحها لدول أخرى وبظهور دول
جديدة على الخريطة. ومن أجل الحفاظ على الوضع وتجنب حروب أخرى تم تأسيس عصبة الأمم
للحفاظ على السلم والأمن في العالم.
خلاصة:كانت العواقب المادية والسياسية سببا في دخول
الدول الرأسمالية مرحلة تطور جديدة، طغت فيها الأزمات الإقتصادية والإضطرابات النقدية
إلى جانب التطرف السياسي. فتمهد السبيل أمام ظهور ديكتاتورية أخذت تجتاح أوروبا
منذ بداية العشرينيات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق