المغرب القديم بين الفينيقيين و القرطاجيين
مقدمة : كان المغرب ملتقى حضارات و شعوب متوسطية عديدة ،
بينها الفينيقيون والقرطاجيون. فما هو أصل هذين الشعبين ؟ و ما الآثار التي خلفاها في المغرب؟ 1) وصل
الفينيقيون للمغرب القديم حوالي 1200 ق.م
يعود أصل الفينيقيين إلى شعوب سامية كنعانية استقرت
بمنطقة فينيقيا (لبنان الحالي ) بأقصى غرب آسيا و شرق البحر المتوسط خلال أواسط
القرن الثالث قبل الميلاد و أسست بها عدة مدن أهمها : صور و وصيدا و بيروت . وصل
الفينيقيون إلى المغرب القديم حوالي سنة 1200 ق.م و استقروا فيه إلى حدود سنة 814
ق.م .
أما قرطاجة فهي مركز تجاري أسسه الفينيقيون
بجنوب حوض المتوسط (تونس الحالية) فقد وصلوا للمغرب القديم حوالي 580 ق.م
ليعوضوا الفينيقيين و استمروا فيه إلى ان تعرضت المنطقة للاحتلال الروماني سنة 40
م .
2 ) اهتم الفينيقيون بالنشاط التجاري .
مارس الفينيقيون النشاط التجاري في حوض البحر
المتوسط ، فقد دفعتهم صناعتهم المزدهرة (الاقمشة الصوفية الملونة ) إلى البحث عن
المواد الأولية التي يستخدمونها في صناعتهم (العاج – الذهب – أصداف الموركس) وتسويق
منتجاتهم المصنعة . وكان المغرب القديم خلال هذه الفترة يلعب دور الوسيط التجاري
بين السودان ( إفريقيا ) و الفينيقيين .
3 ) أسس القرطاجيون عدة مراكز بالمغرب القديم
أسس الفينيقيون مدينة قرطاج سنة 814 ق.م بزعامة
ديدون و كانت مركزا تجاريا يستريح فيه الفينيقيون و لصلحون فيها سفنهم و يتزودون
منها بالماء والغذاء. وقد تمكنت قرطاجة من بناء حضارة مزدهرة سيطرت على غرب البحر
المتوسط.
شكلت التجارة المورد الاساسي للقرطاجيين،
فقاموا خلال القرن الرابع قبل الميلاد بدور الوسيط في تجارة البحر المتوسط ، حيث
كانت تجمع المواد الأولية و تعيد بيعها. و اعتمدت قرطاجة في مبادلاتها التجارية على
أسلوب المقايضة إلى أن تمكنت من سك عملة خاصة بها ابتداء من القرن الرابع قبل
الميلاد بعد أن تمكنت من الهيمنة على تجارة غرب البحر المتوسط .
قام القرطاجيون برحلات استكشافية خلال منتصف
القرن الخامس قبل الميلاد لتأسيس مراكز تجارية جديدة ، فقد تمكن " حانون "
بعد اجتيازه اعمدة هرقل من تأسيس عدة مراكز على طول السواحل الأطلسية المغربية .
خلاصة :
أدى انفتاح المغرب
القديم على الحضارات المتوسطية إلى
إحداث تغييرات عديدة في مختلف المجالات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق