المغرب بين الانفتاح و الانغلاق - مدونة فضاء الإجتماعيات الثانوي إعدادي

Breaking

span data-type="label" data-label="صور" data-no="5">>

الخميس، 30 يناير 2020

المغرب بين الانفتاح و الانغلاق

                                                     المغرب بين الانفتاح و الانغلاق

مقدمة: عرف المغرب انفتاحا في عهد محمد بن عبد الله وحذرا في عهد سليمان؟ فما خصائص السياسة التي اتبعها كل سلطان ؟ و ما انعكاساتها على المغرب؟ 
1) حكم محمد بن عبد الله وسليمان الدولة العلوية بعد فترة الأزمة 
عاش المغرب طيلة الثلاثين سنة التي أعقبت وفاة المولى إسماعيل أزمة سياسية وعسكرية، ناتجة عن تنازع أبناءه على السلطة ابتداء من سنة 1727م، مما انعكس على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للبلاد. لكن مع سنة 1743 م سيبدأ الاستقرار يعود تدريجيا للدولة مع حكم عبد الله. 
 بعد وفاة عبد الله تولى ابنه محمد حكم الدولة من سنة 1757م إلى سنة 1790م، ثم خلفه سليمان الذي حكم في الفترة الممتدة من سنة 1792م وسنة 1822م. 
2) نهج محمد بن عبد الله سياسة الباب المفتوح 
 تركز اهتمام الدولة في عهد محمد بن عبد الله على الانفتاح على التجارة الدولية، وتشجيع المبادلات التجارية مع أوربا انطلاقا من المراسي الأطلنتية، وذلك لتوفير الموارد المالية خاصة بعد تراجع تجارة القوافل الصحراوية وتقلص مداخيل الجهاد البحري، وتطور المبادلات الدولية عبر المحيط الأطلسي.
 ولتحقيق هذا الهدف تم تأسيس موانئ جديدة وترميم وتجهيز أخرى على الساحل الأطلنتي، وتم رفع الحضر عن بيع وتصدير الحبوب بعدما حصل السلطان على موافقة الفقهاء، كما قام محمد بن عبد الله باستقدام بحارة أجانب لتدريب المغربة في فن الملاحة البحرية. كما وقع معاهدات مع عدد من الدول الأوربية منح امتيازات تجارية. 
 ترتب عن هذه السياسة ارتفاع رواج الموانئ المغربية الأطلنتية ونمو عائدات الجمارك التي تمثل ثلث مداخيل بيت المال. 
3)   طبق سليمان سياسة الاحتراز 
واجهت المغرب خلال فترة حكم السلطان سليمان مصاعب داخلية متعددة، كما بدأت البلاد تتعرض للضغوط الأوروبية، لذلك شرع سليمان في نهج سياسة الاحتراز أو الحذر ابتداء من سنة 1810م، وقد اتخذت هذه السياسة عدة مظاهر: حيث أقفلت مجموعة من المراسي في كل من الجديدة وانفا وفضالة وتطوان في وجه التجارة الأوروبية، وتم حظر تصدير بعض المتوجات المغربية الأساسية واللازمة للتموين الداخلي، كما رفعت قيمة الرسوم الجمركية على مجموعة من المنتجات كالصوف والبن والشاي ... وقام السلطان كذلك بإبطال الجهاد البحري. 
 أدت هذه السياسة إلى تقلص مداخيل الدولة من التجارة البحرية مع أوروبا، ولتجاوز هذه المصاعب المالية اتجه السلطان إلى الاعتماد على مصادر التموين الداخلي كالتركيز على مختلف الضرائب التي كانت تؤديها القبائل، مما أدى إلى ثورتها على السلطان سليمان.
خلاصة: في الوقت الذي بدأت فيه أوروبا تدخل مرحلة الرأسمالية الصناعية، وتستعد لغزو العالم اقتصاديا وسياسيا، كان المغرب يعيش حالة من الضعف جعلته محط أطماع تلك الدول الأوروبية الاستعمارية، منذ القرن 19 م. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق