المغرب
الكفاح من أجل الاستقلال واتمام الوحدة الترابية
مقدمة: واجه المغرب الاحتلال الاجنبي مدة 44 سنة، وبعد استقلاله عمل على
استكمال وحدته الترابية. فما أشكال مواجهة المغاربة للاحتلال الأجنبي؟ وما مراحل
استكماله لوحدته الرابية؟
1) واجه المغاربة الاحتلال الاجنبي بمقاومة مسلحة
تعرض المعرب للاستعمار في الفترة
الممتدة بين 1907 و1934م، حيث احتلت فرنسا المغرب الشرقي والشاوية ما بين 1907 و1911م،
وبعدها احتلت الغرب والسايس ما بين 1911و1912م ثم انتقلت ما بين 1912 و 1914م إلى
اجتياح الأطلس المتوسط والمدن الكبرى. أما إسبانيا فاحتلت الريف في الفترة الممتدة
بين 1914 و1926م والصحراء الجنوبية ما بين 1931 و1934م.
أدى هذا الاستعمار الفرنسي الإسباني
للأراضي المغربية إلى نشوء مقاومة مسلحة مغربية تصدت للمستعمر شملت معظم المناطق:
* مقاومة قبائل الجنوب بقيادة احمد
الهيبة الذي انهزم في معركة سيدي بوعثمان بالقرب من مدينة مراكش سنة 1912
* مقاومة قبائل زيان
بالاطلس المتوسط بزعامة موحا أوحمو الزياني الذي كبد القوات الفرنسية خسائر كبيرة
في معركة لهري سنة 1914، وقد استمرت هذه المقاومة 18 سنة.
* مقاومة قبائل الريف
بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي ألحق هزائم كبرى بالقوات الاسبانية في عدد
من المعارك أشهرها معركة أنوال سنة 1921، إلا أن التعاون الفرنسي الاسباني واستخدام
أسلحة متطورة أجبرته على الاستسلام سنة 1926.
* مقاومة قبائل أيت عطا
بجبل صاغرو بالاطلس الصغير حيث كبد الجيوش الفرنسية خسائر باهضة قبل أن ينهزم في
معركة بوغافر سنة 1933 م.
استمرت المقاومة المسلحة حوالي 21
سنة (من سنة 1912 إلى سنة 1933).
2) انتقلت
الحركة الوطنية من المطالبة بالاصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال
الحركة الوطنية: حركة سياسية منظمة قادها مجموعة من الشباب المثقف، تهدف
إلى مواجهة المخططات الاستعمارية، تشكلت مع صدور الظهير البربري سنة 1921 ونهاية
المقاومة المسلحة سنة 1933. عملت الحركة الوطنية على إصدار الصحف وتأسيس الأحزاب (كتلة
العمل الوطني - ...) والجمعيات ونظموا مظاهرات وعملوا على مقاطعة البضائع الفرنسية.
في سنة 1934 قدمت الحركة الوطنية
لسلطات الحماية الفرنسية برنامجا للإصلاحات سمي " برنامج الاصلاحات المغربية
"، لم تعترض على نظام الحماية لكنها طالبت باحترام بنودها: بإلغاء الادارة
المباشرة وبإشراك المغاربة في ممارسة السلطة. كما تضمن البرنامج إصلاحات إجتماعية
واقتصادية ومالية، لم تستجيب سلطات الحماية لأي مطلب منها.
لكن خلال الحرب العالمية الثانية
غيرت الحركة الوطنية موقفها من الحماية وأصبحت تطالبها بالاستقلال، مستفيدة من عدة
ظروف أهمها: - اندلاع الحرب العالمية الثانية - عقد مؤتمر أنفا الذي أكد خلاله
محمد الخامس دعوته للاستقلال – دعم
الرئيس الامريكي روزفيلت لاستقلال المغرب – صدور الميثاق الأطلسي – نمو الحركة
الوطنية وانتشارها داخل صفوف الجماهير وظهور قيادات محلية من الطبقة الشعبية
مستعدة للتضحية تلاحمت مع النخبة المثقفة. فعقدت (الحركة الوطنية) مؤتمرا بالرباط
في 11 يناير 1944م تم خلاله تأسيس حزب الاستقلال و الاعلان عن تقديم عريضة المطالبة
بالاستقلال لسلطات الحماية التي تمت صياغتها بتنسيق مع السلطان محمد الخامس .الذي
نظم زيارة لمدينة طنجة سنة 1947 ألقى فيها خطابه التاريخي الذي أكد فيه على وحدة
المغرب.
3) استرجع المغرب
أقاليمه عبر عدة مراحل
توطدت العلاقة بين محمد الخامس
وزعماء الحركة الوطنية رغم أن سلطات الحماية كانت تعمل على خلق تباعد بينهما. وقد
أدى تنفيذ سلطات الحماية لمؤامرة نفي محمد الخامس في 20 غشت 1953 إلى اندلاع ثورة
الملك والشعب، حيث عادت المقاومة المسلحة والعمليات الفدائية وأسس جيش التحرير،
فاستهدفت المصالح الاستعمارية والمتعاملين معها.
أثمرت المقاومة المسلحة وتلاحم العرش
والشعب عن عودة محمد الخامس من المنفى يوم 16 نونبر 1955 وإلغاء معاهدة الحماية في
2 مارس 1956.
لكن رغم اعتراف فرنسا وإسبانيا
باستقلال المغرب إلا أنهما ظلتا تحتلان أجزاء مهمة من أراضيه، فعمل محمد الخامس
بتنسيق مع الحركة الوطنية ومن بعده الحسن الثاني على استكمال الوحدة الترابية عبر
مراحل:
* سنة 1956 استرجاع منطقة الحماية
الفرنسية والاسبانية بالشمال.
* سنة 1957 استرجاع طنجة.
* سنة 1958 استرجاع
طرفاية.
* سنة 1969 استرجاع سيدي إفني.
* سنة 1975 استرجاع
الساقية الحمراء بعد تنظيم المسيرة الخضراء.
* سنة 1979 استرجاع وادي
الذهب.
في حين ما تزال مناطق أخرى تحت
الاستعمار الاسباني إل يومنا هذا: سبتة – مليلية – الجزر المتوسطية.
خلاصة: رغم طول الاحتلال وقوته العسكرية، استطاع المغاربة الحصول على
الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق